+ A
A -
للعام الثاني على التوالي تواصل المملكة العربية السعودية تعقيد إجراءات الحج أمام الحجاج القطريين والمقيمين على أرض قطر لدرجة يصعب معها التمكن من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام فضلا عن مناسك العمرة إحياء لسنة الرسول، مستخدمة إجراءات هذا الركن كورقة ضغط ضد من يرفض التبعية لها أو الدوران في فلكها، وعندما نعرب نحن القطريين عن الرفض لهذه الممارسات اللاإنسانية، وإقحام المسجد الحرام في الخلافات السياسية يتهموننا بأننا نسعى إلى تدويل الحج!.
فمن التناقضات السعودية أن تمتنع وزارة الحج والعمرة السعودية عن التواصل مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية أسوة بما تقدمه من تسهيلات لبقية الدول مع أن أحد أئمة المسجد الحرام هو الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد سبق أن قال في خطبة جمعة له: إن موقف المملكة الحازم هو المنع الصارم من أن يُحوّل الحج إلى منابر سياسية تتصارع فيها الأفكار والأحزاب والطوائف والمذاهب ، لذلك عليهم ألا يعتبوا علينا إذا قلنا لهم: (لمَ تقولون ما لا تفعلون؟، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ).
وحتى تتجنب المملكة الإدانات الدولية من جراء تسييسها للحج تزعم أن من يرد الحج فالحدود البرية مفتوحة له، دون أن تتبع الإجراءات التنسيقية المعتادة في كل عام مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لدينا، لتسيير حملات الحج، مما جعل معظم الحجاج يخشون على أنفسهم لعدم وجود بعثة رسمية أو مشرفي حملات للقيام على رعاية الحجيج، وهكذا سلبت المملكة من بيت الله أهم صفاته التي حددها القرآن جليا ومنها أنه وضع للناس جميعا دون استثناء شعب من بين الشعوب، ومنها أنه مبارك وهدى لكل العالمين دون استثناء أيضا، ثم صفة الأمن والأمان، وتأملوا قول الله تعالى في كتابه العزيز: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا )آل عمرن الآيتان 96، 97.
وليس هذا فحسب ولكن أيضا عدم أداء الأمانة التي حث رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عليها في خطبة حجة الوداع إذ قال: (ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها) « فالمفروض أن المملكة أمينة على تسهيل مناسك الحج لمن أراد، لا عائقة أو مضيعة للأمانة.
لا يجوز والحالة هذه ألا تدعي المملكة العربية السعودية أنها لم تسيس الحج، وليس من حقها ألا تغضب لو أن دولة قطر تقدمت إلى المنظمات الدولية احتجاجا على ما فعلته السعودية من تعقيد إجراءات الحج، والمطالبة بأن تتعهد المملكة ألا تكرر هذا الأمر.
إن الله تعالى قد وضع البيت الحرام في مكة للناس، وقال: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) فلا يجوز لكائن من كان أن يمنع الناس حقا منحه الله تعالى لهم تحت أية ذريعة.
والله المستعان.
بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
22/07/2018
2233