+ A
A -
الحوار الهادئ الرزين ضرورة حضارية، وسمة اجتماعية من سمات الشعوب المستنيرة، وقيمة أخلاقية لمواصلة المسيرة، وتتعاظم قيمته عندما تتعاطى الجهات الرسمية مع مثل هذه المناقشات، وتتجلى أهميته أكثر كلما ارتبطت النقاشات بقضايا المجتمع الأساسية، أقول هذا بسبب ما استجد مؤخراً من الحوارات التي دارت- ولا تزال- حول بعض ما جاء في المناهج التعليمية لبعض المراحل المدرسية، فكل من شاركوا في هذا الحوار هدفهم واحد ألا وهو الحفاظ على محتوى المناهج الدراسية، وأن تأتي مناسبة للفئات العمرية لدى الطلاب.
لن أتطرق إلى المحتوى الدراسي الذي دار حوله النقاش أو أخوض في تفاصيله فالكل يعرفه، لكن علينا الاعتراف بأن به معلومات لا بأس بها، غير أنها لم تناسب المرحلة الدراسية ولا الفئات العمرية للطلاب المستهدفين، وإنما تناسب من هم الأكبر سنا، وكان من الأجدر أن تقدم وتصاغ بطريقة أكثر لباقة ولياقة، وهذه المعلومات بعينها موجودة في المناهج المدرسية سابقاً ضمن باب الطهارة، ولكن بصياغة مختلفة، وعندما يقرأها الطالب لا يجمح به الخيال بعيدا، كذلك مع الاحترام والتقدير للشخصيات التي شملتها بعض المناهج وقدمتها كقدوة ومع تقديرنا لدورها، ففي المجتمع قد يكون من هم أكبر في العمر وخبرة أكثر وأنسب ليكونوا نماذج تحتذى.
ما علينا من كل هذا، فمن المؤكد أنه سيتم تداركه، ولكن وجب علينا تقديم الشكر والتقدير لوزارة التعليم والتعليم العالي، ولسعادة الوزير الدكتور محمد عبدالواحد الحمادي على توجيهه بتشكيل لجنة لمراجعة المناهج الدراسية الحديثة والعمل على تنقيحها بما يتوافق مع الأعراف والقيم في المجتمع القطري، والاستعداد التام لتلقي أي ملاحظة من الجميع لتعديلها، ونحن سعداء بتقليل الحشو والدروس المتكررة في المناهج والتركيز على المهم الذي يفيد الطلاب في حياتهم العلمية والعملية، وكل هذا ينصب في تحقيق رؤية الوزارة في تخريج كوادر وطنية قادرة على تحقيق رؤية الوطن في التنمية وذلك في فترة وجيزة وعلى أيدي كوادر وخبرات محلية، والشكر موصول لكل من هو معني بهذا الأمر في الوزارة، فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والحقيقة أننا عهِدنا سعادة الوزير يصغى باهتمام بالغ لأية آراء تطرح حول المنظومة التعليمية، ولا يتوانى في الأخذ بالإيجابي منها، وأبواب مكتبه مفتوحة للجميع ويتقبل أية انتقادات بعقل وقلب مفتوح أيضا.
جانب آخر أريد التطرق إليه وهو أن كل من أدلى بدلوه في هذا الحوار عبر التغريدات لا يريد إلا الخير للوطن، والحرص على منظومة التعليم والقيم معا، وبالتالي نشد على أيديهم بدلا من توجيه اتهامات من أي نوع لهم، فالحوار المنشود لا بد له من بيئة حاضنة وأجواء إيجابية، تخلق الثقة وتزرع الأمل، واليقين في إمكانية التطوير، خصوصا إذا ما خلصت النوايا وتوحدت الجهود، لنخرج بنتائج إيجابية تدفع بالوطن إلى المستقبل الأكثر إشراقا وازدهارا في ظل قيادتنا الرشيدة، فدولتنا قطر كما قال أميرنا المفدى حفظه الله ورعاه تستحق الأفضل من أبنائها.
بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
16/09/2018
2153