+ A
A -
تم التوافق في حركة الجهاد الإسلامي على تعيين القيادي في الحركة، زياد رشدي النخالة (أبو طارق)، أميناً عاماً خلفاً للأمين العام السابق الدكتور رمضان شلح، الذي يعاني من وضعٍ صحي صعب، لم يَعُد يسمح له بقيادة الحركة في الوقت الحالي. كما تم تعيين محمد الهندي نائباً لرئيس الحركة.
اختيار زياد النخالة، اختيار موفق، فهو «خير خلف لخير سلف»، فبصمات الدكتور رمضان شلح، وبصمات نائبه زياد النخالة، كانت ومازالت واضحة على مسار حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والتي كانت ومازالت ساحتها فلسطين فقط، بعيداً عن التطرف أو الانشغال بصراعاتٍ لا علاقة لها بالأهداف الوطنية الفلسطينية.
المعلومات المتوفرة، تؤكد بأن زياد النخالة حاز على ثقة مختلف الهيئات القيادة لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والشتات، فنال الثقة بيسرٍ وسهولة، وفّرتها له سيرته الوطنية الحميدة، والسجايا الإيجابية التي يتمتع بها في صفوف الحركة وعلى المستوى السياسي والفصائلي الفلسطيني العام، وبين الناس، عدا عن مهاراته القيادية وكفاءته التي لا يجادل أحد فيها.
زياد النخالة، هو اللاجئ، وابن المخيم الفلسطيني، ابن مخيم من مخيمات قطاع غزة، التي يُشكّل اللاجئون الفلسطينيون فيها نحو 66 % من نسبة السكان وعموم المواطنين. ولد بعد النكبة بعدة سنوات، وتحديداً عام 1953 واستشهد والده مبكراً في العدوان الثلاثي على مصر والقطاع عام 1956، فعانى الحرمان والقهر، وتربى يتيماً، وعانى ظلم وبطش الاحتلال، وهو ما انعكس على تكوينه الوطني، وعلى اندفاعه في مسار الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة منذ أن تطوّع باكراً في صفوف قوات التحرير الشعبية التي كانت تتبع جيش التحرير الفلسطيني، وقضى جراء ذلك سنواتٍ طويلة في سجون الاحتلال قبل أن يتم تحريره بتبادل الأسرى عام 1985.
كانت سجون الاحتلال مدرسة بالنسبة لزياد النخالة، وقد أحدثت نقلة نوعية في توجهاته السياسية والفكرية، فالتف حول أبرز رموز التيار المُستنير والمُجدد داخل الحركة الإسلامية في فلسطين والعالم الإسلامي بشكلٍ عام، وتبنى اتجاه الاهتمام بالعمل الوطني الفلسطيني والمواءمة بين الوطني والقومي من جهة والإسلامي من جهة ثانية.
أبو طارق (زياد النخالة) الرجل العصامي من ريعان فتوته وشبابه وحتى الآن، نموذج للقيادي الصامت، القيادي الذي يعمل دون ضجيج، والذي يُفضّل أن يبقى بعيداً عن الأضواء، وعن وسائل الإعلام المختلفة، فقاد حركة الجهاد الإسلامي خلال السنوات القليلة الماضية بعد مرض الدكتور رمضان شلح، متمتعاً بدينامكية عالية جداً في العمل.
تعرّفت عليه قبل نحو عشرين عاماً، وجلسنا سوياً عدة جلسات عامة، وجلسات حوار سياسي وفكري على انفراد، فكان خير الناس في التعامل مع الجميع، وفي تقديم رؤيته وموقفه باختصار، وتكثيفه دون خطاباتٍ وتنظيراتٍ «زائدة عن اللزوم» كما يفعل بعض قادة العمل الفلسطيني في تبني تلك «العلة اللعينة»، «علة التنظير الزائد» التي ترافقهم دوماً.
زياد النخالة، هادئ، ومستمع جيد، ومنفتح، وإسلامي معتدل، وبعيداً جداً عن كل حالات التزمت، ومؤمن بالتعددية السياسية، وبحق الآخر في إبداء الرأي، وقد جنب تحت قيادة الدكتور رمضان شلح الحركة من مطباتِ أي تطرفٍ أو ابتعاد عن حلقة الصراع الأساسية مع الاحتلال، فكان الهم الفلسطيني هو الأساس، وفلسطين ساحة الصراع مع الاحتلال بالنسبة للحركة.
بقلم : علي بدوان
copy short url   نسخ
12/10/2018
2139