+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 1987م اغتال الموساد الإسرائيلي الرسام الكاريكاتيري المُبدع ناجي العلي في لندن! ومُنذ تلك اللحظة صارَ حنظلة يتيماً فقد تركَه ناجي وحيداً ومضى، الصبي الذي جعل منه ناجي أيقونة وقالَ عنه: حنظلة في العاشرة من عمره وسيبقى في العاشرة حتى يرجع إلى القدس هناك فقط سوف يكبر، وماتَ ناجي ولم يكبر حنظلة!
كان ناجي العلي رساماً مغموراً في مخيم عين الحلوة، يرسم على الجدران عندما لا يجد ورقاً يرسم عليه، فصادفَ أن كان غسان كنفاني في زيارةٍ إلى المخيم، ورأى رسومات ناجي فأُعجب بها، فقامَ بنشرها في مجلة الحرية، ومنذ ذلك الحين خرجَ ناجي من أزقة المخيم إلى فضاء العالم!
يا لهذا اللقاء، شهيدٌ يختار شهيداً، غسان شهيد الكلمة، يأخذ بيد شهيد الريشة والألوان! كلاهما قضى نحبه اغتيالاً على يد عدوه، ويا له من شرف للثائر أن يعرف عدوه أنه لا يمكن ترويضه، ولا بد من تنحِيَتِه من الصراع!
غسان وناجي أثبتا أن الصراع ليس بندقية فقط، إنه قلم أديب، وريشة رسام أيضاً، ولقد كانا فتّاكين إلى درجة أن إسرائيل لم تُطِق أن تراهما على قيد الحياة!
كل واحد منا على ثغر، ويمكن للمرء أن يكون مقاتلاً دون بندقية، يكفي أن يُوظِّف مواهبه وطاقاته في مجاله حتى يكون مقاتلاً شرساً وإن لم يحمل بندقية!
هذه حقيقة تجلَّت في كل الصراعات على مر التاريخ، والإسلام الذي احتاج إلى سيف خالد وأبي عبيدة والقعقاع وعكرمة، لم يزهد في شعر حسان، في لحظة ما كان حسان بن ثابت أشرس جنود الإسلام، لقد قاتل بقصائده بنفس الضراوة التي قاتل فيها خالد يوم اليرموك!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
22/07/2019
1688