+ A
A -
يشهد المراقبون لدولة قطر بسداد نهجها في التعامل مع مجمل الانتهاكات التي ما فتئت دول الحصار الجائر تقوم بها دون وازع من قيم الدين الحنيف أو الأخلاق أو التشريعات القانونية والمفاهيم الحقوقية التي أقرتها مؤسسات الشرعية الدولية في عالم اليوم. فقطر واصلت شرح طبيعة الانتهاكات المستمرة ضدها من قبل دول الحصار، وهي انتهاكات تخرق كل القيم الدينية والتشريعات القانونية.
إن من بين الانتهاكات السافرة التي تجد الآن استنكارا وإدانة دوليين واسعين، انتهاك السعودية لحق الحجاج القطريين والحجاج المقيمين في قطر، في أداء مناسك الحج.
إن الرياض واصلت للعام الثالث على التوالي هذه الانتهاكات المرفوضة دينياً. وإنه لأمر مؤسف أن تقدم سلطات السعودية على هذا الأمر، ضاربة عرض الحائط بتعاليم الدين الحنيف. إن الإدانات العالمية تتوالى رفضاً لتسييس الرياض للحج، تلك الشعيرة الدينية التي يتوجه فيها الحجيج إلى رب العالمين، متخلين عن متاع الدنيا وزخرفها، لا يقصدون سوى رب العباد، ضارعين إليه بالدعاء، آملين الاستجابة وقبول العبادة. واليوم يستذكر العالم مع قطر، فداحة الانتهاكات السعودية السافرة، حيث يقف ضيوف الرحمن اليوم (السبت) على صعيد عرفات الطاهر، رافعين أكفّهم بالدعاء للحق عز وجل، ويستحضر الناس في هذا التوقيت، أن السعودية قد سقطت في إثم كبير وذنب عظيم، بصدّها حجاج قطر عن أداء المناسك. لقد تمادت سلطات السعودية في الاستهتار بتعاليم الدين الإسلامي، وتورطت في الخلط بين خلافات في واقع السياسة وحقوق دينية مشروعة للقطريين والمقيمين، في أن يتوجهوا مثلما كانوا يتوجهون في كل موسم للحج إلى البقاع المقدسة، مؤدّين الفريضة ومقتفين آثار المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، الأسوة الحسنة لكل مسلم ومسلمة بنص آيات الذكر الحكيم. إن هذا الأمر يكشف مجدداً أن الرياض لا تزال سادرة في غيِّها، تخلط بين «خلافات السياسة» ومناسك الدين الإسلامي الحنيف، وهو ما جدّد العلماء رفضهم له وإدانتهم إيّاه بالصوت الواضح في كل المنابر.
بقلم: رأي الوطن
copy short url   نسخ
10/08/2019
1071