+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 747م توفي «عُروة بن أُذينة»، جمعَ المجد من أطرافه، كان فقيهاً، محدثاً سمع الحديث من عبد الله بن عمر وحدّث عنه الإمام مالك في الموطأ، شاعراً غزلياً عذباً رقيقاً!
دخلَ عروة على هشام بن عبد الملك، وشكا إليه فقره وحاجته، فقال له هشام: ألستَ القائل:
لقد علمت وما الإسراف من خلقي
أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى إليه فيعييني تطلُّبُه
ولو قعدتُ أتاني ليس يُعييني!
وها قد أراك قد جئتَ من الحجاز إلى الشام في طلبِ الرزق!
فقال له عروة: يا أمير المؤمنين لقد وعظتَ فأبلغتَ! وخرجَ، فركبَ ناقته وعاد إلى بيته في المدينة المنورة!
في الليل تذكر هشام ما كان بينه وبين عروة، وقال في نفسه: رجل من قريش قال حكمة، ووفدَ عليَّ فرددتُه خائباً، ما هذا بالرأي!
فلما أصبح أرسل إليه رجلاً خلفه بألفي دينار! فأقبل الرسول إليه وطرق بابه في المدينة، وأعطاه المال، فقال عروة للرسول: أبلِغْ أمير المؤمنين مني السلام، وقل له: كيف رأيتَ قولي سعيتُ، فأكْديتُ، فرجعتُ، فأتاني رزقي إلى منزلي!
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «لو أنّ ابن آدم هربَ من رزقه كما يهرب من الموت، لأدركه رزقه كما يُدركه الموت»!
وليس بعد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام ولكن الشيء بالشيء يُذكر، كقول الجدات في مثلهن العامي: لو تركض ركض الوحوش غير رزقك ما تحوش!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
30/08/2019
1995