+ A
A -
واضح جداً.. الحرب الشرسة على الإسلام.. حرب لا هوادة فيها، تستخدم فيها كل الطرق والأساليب الفكرية والتربوية والتعليمية والسلوكية والاقتصادية والعسكرية بكل دهاء وهدوء ووقاحة وصراحة.. تكالبت الدنيا علينا وعلى أيدي حماتنا وأبنائنا.. للأسف.
والشباب هم المستهدفون لبناء الخلل في الفكر والعقيدة..
ماذا قدمنا لتقويم عقول شبابنا وحمايتها من الانحراف في هذا التحالف العالمي والابتكارات الجذابة والتدليس الفكري ضد عقيدتهم ودينهم..؟!
مسابقات قرآن كريم وكم حديث تليفزيوني وإذاعي وخطب الجمعة ومدارس ركيكة لا تكاد تذكر؟! هذا الذي نقدمه لهم، ونحمد الله تعالى أن المجتمع بصفة عامة متماسك ويحاول جاهدا التفريق بين الحلال والحرام نوعا ما.
لن أتكلم عن الأمة الإسلامية التي ضاعت وباعت كل شيء لرضا المجتمع الدولي تحت مسمى العولمة، وإنما عن بلادي المسلمة وإن كانت نقطة في محيط.. والله يبارك في القليل، فالنار مصدرها الشرارة والنور بدايته نقطة ضوء..!
ما الاستراتيجيات التي اتخذتها الدولة من خلال مؤسساتها لحماية العقيدة الصحيحة لمستقبل يحمي أبناءها ومستقبلها.. تماما كأي استراتيجية في أوجه أخرى اقتصادية وسياسية ورياضية وتربوية وغيرها؟! فما الاستراتيجية الدينية..؟!
أبناؤنا أبعدت عنهم المناهج الدينية العميقة في مدارسهم واكتفت المناهج بكتاب فيه مقتطفات لا تربي جيلا ناضجا في أمور دينه وعقيدته.. وفيما تغرق الدولة بالمدارس الأجنبية والمناهج الأميركية والبريطانية لا نكاد نرى مدرسة إسلامية واحدة سوى المعهد الديني الذي بالكاد نسمع عنه؟! فلماذا لا توجد المدارس الدينية المتطورة التي يراعى فيها تدريس المناهج الصحيحة من الصف الأول وحتى الثانوية العامة كمدارس دينية متخصصة للراغبين، ففي هذا حفظ لعقول الأبناء وحصانة من ألوان التلوث الديني الموجه عالميا!
أين دور وزارة الأوقاف والشؤون الدينية من هذا الدور الاستراتيجي الهام، أم انها اكتفت بموضوع الأوقاف وبناء المساجد وصيانتها ومسابقات القرآن الكريم؟!
أين دور وزارة التعليم في تأصيل علوم الدين والعقيدة في نفوس أبنائها وبناتها كما تعمل بجهد في غرس العلوم الإنسانية والعلمية الأخرى.
أين دور وزارة الثقافة والشباب وهي المعنية ببناء العقول ونمو الثقافة ورعاية الشباب وهم المستهدفون؟!
لا بأس أن نتماشى مع التوجهات العالمية، ولكن لا يجب أن نتغافل مصلحة ديننا وعقيدتنا ورضا ربنا ونبينا عليه الصلاة والسلام.
أرجوكم حصنوا قطر وأبناءها باستراتيجيات تواكب الخطط العالمية قبل فوات الأوان..
اللهم احفظ أمتنا
اللهم احم عقيدتنا
اللهم وفق ولاة أمورنا
بقلم: جاسم إبراهيم فخرو
copy short url   نسخ
16/10/2019
1256