+ A
A -
أخي وصديقي الحقوقي الإعلامي القديرعلي عبدالله الهاجري في حوارية جمعتني معه من قريب، قال لي، مردداً مقولة جميلة معبرة تعكس الواقع المهني والاجتماعي التعيس الذي يحياه البعض «ستبقى الجواهر فحماً في يد الفحّامين».
كم من جوهرة أو لؤلؤة ارتبطت بفحّام قد يكون هذا «الفحّام زوجاً قد تكون زوجة» فحّامة «قد يكون مسؤولاً، قد تكون مسؤولة، وقس على ذلك، كم من مظلوم – بسيط حال – أو مظلومة تعيش دهراً بين يدي فحّام لا يعرف قدرها، فيرميها، ليتلقاها فحام آخر، السؤال هنا: لماذا تبقى نظرة الفحامين سوداء، وقلوبهم سوداء، مثل أيديهم، وما مصير الجواهر التي يكسوها السواد» !
هناك من النماذج والعينات الإيجابية جواهر ثمينة لا يعرف قدرها كثير من الناس، على قدر كبير من الإخلاص والوفاء والعطاء والتميز والتفاعل والانضباط والجهد في العمل، ولكنها مسروقة مغبونة، من رئيسها أو مديرها، وقس على ذلك، هناك بعض الرؤساء والمديرين للأسف اعتادوا على قصف الموظفين والموظفات بعبارات مؤلمة، مهينة تنتقص من آدميتهم، وإنسانيتهم! والتقليل من شأنهم والتنقيص منهم أمام القيادات العليا والوسيطة، هناك زيجات كثيرة يتعرض فيها الزوج للإهمال العاطفي، هذا الإهمال الذي يقتل أجمل ما فيه ويشعره بالنقص والحزن والأسى، ويشعره بالحزن والتهميش، والمشكلة الأكبر عدم اعتراف الزوجة بحق زوجها في الاهتمام، أو العكس، إن عدم الاهتمام يصيب الشخص بالأمراض والضرر النفسي والذهني، وكم من فحّام ترك بصماته السُّود على جوهرة يندر مثلها في الوجود، إن الجواهر يحظين بالاهتمام عند الجواهريين، واللؤلؤ عند أهل اللؤلؤ، والجواهر بحاجة إلى رقة ولطف وعذوبة ونقاء ضمير، فالنوعيات الذهب، تريد نوعيات ذهب، توفي وتحب، بإخلاص وجد، بمشاعر تتجدد لا تصدأ ولا تصد.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
20/10/2019
2371