+ A
A -
يوسف بوزية
يبدو الحصول على «دبلوم في الصحة المهنية» أسهل من الحصول على «رخصة قيادة» في مدارس تعتمد مناهجها على نظرية «أقل غلطة»، ومن بين كل 10 متقدمين يتمكن 3 أو 4 متدربين لا أكثر، من اجتياز «اختبار الشارع»، الذي يقف حجر عثرة في طريق المتدربين.. بمن فيهم الأشخاص الذين أحرزوا حتى الآن.. أرقاماً قياسية.. في عدد مرات الرسوب!
وفي حين يبدي متدربون في مدارس تعليم القيادة انزعاجهم من «تكرار رسوبهم».. على الرغم من جلوس بعضهم خلف المقود سنوات طويلة في بلدانهم.. كما يقولون.. يُرجع بعض المتدربين من أصحاب السجلات «الحافلة»، صعوبة الاختبار العملي، ومعه ارتفاع نسبة الرسوب في مدارس تعليم القيادة، إجمالاً، إلى وجود «نسبة نجاح» متعارف عليها.
في حين أعرف 3 دولة عربية على الأقل، تمنحك رخصة القيادة وأنت لا تجيد تشغيل المحرك.. وإنما كل ما عليك فعله هو أن «تشغل مخك» وتشخلل جيبك- وهذه لمن لا يعرف أبجدية لغة الجسد.. كناية عن الرشوة!
والحق أن هذا السلوك في الدوائر والمؤسسات القطرية يكاد يكون معدوما، نظراً لما حققته الدولة من تقدم كبير - حتى الآن - على جبهة محاربة الفساد، وسيادة القانون، ما أسهم في تعزيز الشعور العام بالنزاهة والشفافية والوقاية من الفساد.
ولكن ما نتمناه أن تنجح مدارس تعليم القيادة في تخفيف وطأة معايير التقييم والاختبار العملي لتسهيل إجراءات الحصول على رخصة وزيادة نسب النجاح قدر الإمكان، على غرار الأنظمة والتقييمات المعتمدة في مدارس تعليم القيادة في الولايات المتحدة والدول الغربية، وحتى ذلك الحين، عليك أن تجهز نفسك قبل اختبار الشارع وتحضر قبل الموعد المحدد بعشر دقائق وأنت في كامل ثقتك بتحقيق الرسوب!
copy short url   نسخ
17/08/2019
2821